أكد رئيس الجمهورية محمد إدريس ديبي إتنو، في كلمته خلال افتتاح الاجتماع رفيع المستوى لرؤساء الدول والحكومات حول مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، أن الإرهاب الذي يهدد العالم اليوم هو في جزء كبير منه نتيجة مباشرة لتصرفات بعض القوى الكبرى التي سمحت لنفسها باجتياح الدول الضعيفة، وانتهاك سيادتها وتغيير أنظمتها بالقوة، مما خلق فراغًا سياسيًا ومؤسسيًا أدى إلى تفشي الفوضى والتطرف.
وأوضح رئيس الجمهورية أن غزو أفغانستان، وتغيير النظام في العراق واغتيال صدام حسين، واغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي، وإسقاط نظام عمر البشير في السودان، كلها محطات ساهمت في نشوء وتوسع الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش وبوكو حرام، التي لا تزال تنشر الموت والدمار في مناطق واسعة من العالم، خاصة في دول الساحل الإفريقي.
وأضاف ديبي أن هذا الفراغ الذي خلفته تلك التدخلات العسكرية أدى إلى تفاقم الفقر والتخلف والجهل وغياب الأفق، وهي عوامل شكلت أرضية خصبة لانتشار الجريمة المنظمة والإتجار بالبشر وتهريب الأسلحة والمخدرات والهجرة غير الشرعية، مما جعل الأمن العالمي برمّته مهددًا.
وأكد ديبي أن مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تُختزل في المواجهة العسكرية وحدها، بل تتطلب معالجة الأسباب العميقة التي تولّد التطرف، وفي مقدمتها التنمية العادلة، والتعليم، وبناء مؤسسات قوية تحصّن الشعوب من السقوط في دوامة الفوضى.
