الخميس
-
16 أكتوبر، 2025
https://rafiqinfos.net

بعد الهجوم على الدوحة.. فشل استخباري يفضح إسرائيل وعاصفة دبلوماسية تعزل نتنياهو

القاهرة – رفيق إنفو

في خطوة وصفت بالاستفزازية، أقدمت إسرائيل على تنفيذ غارة جوية داخل العاصمة القطرية الدوحة، استهدفت قيادات بارزة في حركة “حماس”، في هجوم يعد اختراقاً صارخاً لسيادة دولة عربية وتحدياً سافراً للقانون الدولي.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مسؤولية بلاده الكاملة عن الهجوم، محذراً من أن إسرائيل “ستستهدف قادة حماس أينما كانوا”، ونافياً فشل العملية التي وصفها بـ”الرسالة الواضحة”. كما أشاد في تصريحات متزامنة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب واصفاً إياه بـ”الصديق العظيم لإسرائيل”.

تفاصيل العملية: “قمة النار” التي انتهت بفشل ذريع

كشف الخبير العسكري الدكتور سمير فرج لـ”رفيق إنفو” أن العملية، التي حملت الاسم الرمزي “قمة النار”، نفذت فجر الثلاثاء باستهداف فيلا فاخرة في منطقة دبلوماسية بالدوحة. وبناءً على معلومات استخباراتية، اعتقدت إسرائيل أن قيادات “حماس” منهمكين في اجتماع حاسم للبت في المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار.

ومن بين الأسماء التي استهدفتها الغارة:

· خليل الحيا (نائب رئيس المكتب السياسي)
· خالد مشعل (القائد الأسبق للحركة)
· زاهر جبارين (مسؤول ملف الضفة الغربية)

المفاجأة: الخدعة التكتيكية التي أفشلت العملية

أكد فرج أن العملية باءت بفشل ذريع، حيث نجت جميع القيادات المستهدفة. وكشف أن سبب هذا الفشل يعود إلى خدعة ذكية نفذتها “حماس”، تمثلت في عقد الاجتماع الحقيقي في مكان سري مختلف، بينما تركت الهواتف المحمولة للقادة مع حراسهم في الفيلا المستهدفة.

وبهذا، التقطت الاستخبارات الإسرائيلية الإشارات الإلكترونية للهواتف وافترضت وجود القادة، لتنقض الطائرات الإسرائيلية وتطلق ثمانية صواريخ على مبنى خالٍ من أي قيمة استراتيجية حقيقية. وتحولت العملية التي خططت لها إسرائيل لتكون “ضربة قاضية” إلى “مثال حي على فشل الذكاء الاصطناعي في غياب الذكاء البشري”، كما وصفها الخبير العسكري.

الخسائر: شهداء من الحراس والمرافقين

أسفر الهجوم عن استشهاد عدد من الحراس والمرافقين الفلسطينيين، بينهم جهاد لبّاد (مدير مكتب خليل الحيا) وهمام الحيا (نجل القيادي)، إضافة إلى استشهاد العريف القطري بدر سعد محمد الدوسري، الذي كان على حراسة الموقع.

تداعيات سياسية وقانونية: عاصفة دبلوماسية وعزلة لإسرائيل

من الناحية السياسية، يرى مراقبون أن الهدف الخفي للهجوم كان “إضعاف دور الوساطة القطرية” لضمان استمرار الحرب، وهو ما أكده السياسي الفلسطيني سائد حامد أبو عيطة، معتبراً أن الرسالة الموجهة لـ”حماس” هي: “إما القبول بالشروط وإما الملاحقة”.

وعلى الصعيد القانوني، أدان الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، الهجوم واصفاً إياًه بـ”الحماقة الإسرائيلية الشاذة” و”الانتهاك الصارخ للقانون الدولي”. وأكد سلامة في حديثه لـ”رفيق إنفو” أن “استهداف أراضي دولة ذات سيادة يعد عملاً عدائياً غير قانوني يعرض مرتكبيه للمساءلة الدولية”.

وحذر من أن هذا الهجوم “يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية حاسمة”، مطالباً بتحرك عاجل لضمان عدم تكراره “حتى لا تتحول المنطقة إلى ساحة للفوضى والعدوان خارج نطاق القانون”.

رفيق انفو
رفيق إنفو هو موقع إخباري مستقل مرخص من قبل السلطة العليا للإعلام السمعي البصري في تشاد (HAMA)، باعتباره صحيفة إلكترونية مسجلة تحت الرقم 0324
error: نسخ المحتوى ممنوع