انجمينا – رفيق انفو
شدد رئيس الجمهورية محمد إدريس ديبي إتنو، على أن تمويل المجتمعات المستقلة يمثل المحور الأساسي في مسار إصلاح اللامركزية الذي تنتهجه البلاد، مؤكدًا أن تحقيق الاستقلال المالي للمجالس المحلية هو ركيزة لا غنى عنها لتجسيد الحكم المحلي الفعّال.
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح أعمال الندوة الوطنية حول اللامركزية، والتي تُعقد في العاصمة نجامينا تحت شعار “اللامركزية في عصر الجمهورية الخامسة”. وقد استعرض الرئيس خلال مداخلته استراتيجية تمويل شاملة تقوم على أربع ركائز رئيسية تهدف إلى تمكين الجماعات المحلية من أداء دورها التنموي.
أوضح الرئيس ديبي أن الاستراتيجية تقوم على ما يلي:
1. تعزيز الإيرادات المحلية : من خلال تبسيط وتحديث وتحصين النظام الضريبي المحلي، بما يتيح للمجتمعات المستقلة استقلالًا ماليًا فعليًا.
2. إرساء آلية للإنصاف المالي: تهدف إلى تقليص التفاوتات بين المناطق عبر ترجمة التضامن الوطني في توزيع الموارد.
3. إنشاء صندوق وطني لتنمية التجمعات المحلية: بتمويل مشترك من ميزانية الدولة ودعم الشركاء الفنيين والماليين.
4. تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص محليًا: لتعبئة موارد إضافية وتحفيز النمو الاقتصادي المحلي.
ودعا رئيس الجمهورية المشاركين في الندوة إلى التعمق في دراسة هذه المحاور وتحديد التحديات المحتملة أمامها، واقتراح حلول مبتكرة تضمن تمويلًا دائمًا وعادلًا للمجتمعات المستقلة. كما أكد على ضرورة دمج هذه الرؤية في أعمال الطاولة المستديرة المقبلة حول خطة “ربط تشاد 2030″، باعتبارها أداة استراتيجية لتوجيه جهود التنمية الوطنية.
وأكد الرئيس ديبي على أهمية توسيع آليات مشاركة المواطنين في صنع القرار المحلي، من خلال اعتماد أدوات مثل مجالس الأحياء، والميزانيات التشاركية، والاستشارات العامة، ولجان المستخدمين، بما يسمح بجمع التطلعات الشعبية وتعزيز شعور السكان بالملكية الجماعية للمشاريع التنموية.
كما شدد على أن الشفافية تمثل التزامًا أساسيًا في إدارة الموارد المحلية، داعيًا إلى إتاحة الميزانيات، والمشتريات العامة، والمنح للمواطنين بشكل مفتوح، وتوظيف الوسائل الرقمية لتسهيل الوصول إلى المعلومات.
وفي ختام كلمته، شدد الرئيس ديبي على أهمية المساءلة السياسية في النظام اللامركزي الجديد، مشيرًا إلى أن المنتخبين المحليين مطالبون بتقديم تقارير دورية عن أعمالهم، وتفسير اختياراتهم، وتعديل استراتيجياتهم بما يتماشى مع تطلعات السكان.
