الأحد
-
15 يونيو، 2025
https://rafiqinfos.net

تحديات أزمة المرور بمدينة أنجمينا

بقلم : مودة محمد ماجستير جغرافيا التخطيط والعمران

يعد تخطيط الطرق داخل المدينة من الجوانب المهمة، إذ أنها تمثل الشريان الذي يربط بين أجزاء المدينة والمناطق المجاورة لها، ويعتبر النقل أحد مقاييس تقدم الدول، وعنصر مهم في تطور وتنمية أي منطقة، ولكن هناك الكثير من المشاكل التي تقلل من كفاءة النقل وقدرته على تلبية احتياجات السكان.

وتشهد مدينة أنجمينا أزمة حقيقية بسبب الازدحام المروري، التي تعد واحدة  من أكبر   مشكلات التحضر،  حيث  تعاني منها معظم مدن العالم، وتظهر هذه المشكلة في مدينة أنجمينا بصورة جلية في ساعات الذروة، حيث تبدأ معاناة المرور مع فترة توجه التلاميذ للمدارس، ويمكن الاستدلال بذلك،  الازدحام المروري الذي يحدث في الطريق بين (جامعة الملك فيصل وثانوية ابن سينا بحي أم رقيبة ).
وتضاعفت مشكلة الاختناق المروري خلال السنوات الأخيرة نتيجة لزيادة أعداد وسائل النقل الناتج عن ارتفاع معدلات السكان.

ويرجع السبب في  ذلك إلى قلة الطرق المعبدة وعدم مقدرتها على استيعاب هذا الكم من وسائل النقل، إضافة إلى ضيق مساحاتها وعدم كفاءتها في تسهيل عمليات المرور وتلبية احتياجات السكان من النقل.
كما أن سوء حالة الطرق المعبدة  الموجودة يزيد من تفاقم المشكلة إذ أنها قصيرة المدى لا تستمر لأكثر من عامين ثم تظهر التشققات والحفر؛ نظراً للتلاعب في مواد البناء وضعف جودتها وعدم ملائمتها للظروف المناخية بالمنطقة، ومشاريع الطرق الموجودة حتى هذه اللحظة لا تتناسب مع الزيادة في وسائل النقل السنوية.
وهناك أسباب أخرى أيضاً تزيد من أزمة المرور بالمدينة وهي الاعتماد على النقل الخاص لعدم كفاءة النقل العام( الجماعي ) إضافة  إلى عدم وجود المشاريع التخطيطية التي يمكن أن تسهم بشكل جذري وفعال في حل الأزمة مثل( المترو، وخطوط السكك الحديدية )، إذ أن قصر مسافة الكباري والجسور الموجودة وضيق مساحاتها وقلة أعدادها لا يلبي حاجة السكان من النقل وبالتالي لا يسهم في التخفيف من مشكلة الازدحام الموجود.
ويترتب على أزمة المرور الكثير من المشكلات،
منها  الحوادث التي تقع بصورة يومية والتي تحدث في بعض من الطرق في ساعات محددة من اليوم نتيجة للسرعة الفائقة في القيادة وسوء تخطيط الطرق وعدم كفاءتها.

كما تنعكس أزمة المرور سلباً على نفسية المواطن وصحته والشعور بالضغط النفسي والعصبي وعلى مزاجيته، خاصة وأن هذه المشكلة تحدث بشكل يومي ومتكرر، إضافة إلى إهدار الكثير من الوقت والجهد في السير ذهاباً وإياباً.
كما يتسبب الازدحام المروري أيضا في زيادة نسبة التلوث البيئي نتيجة للمواد الملوثة التي تخلفها وسائل النقل المختلفة في الجو، مما يؤثر سلباً على البيئة وعلى صحة السكان.
ولا يمكن التغافل عن كمية الطاقة المستهلكة بشكل يومي من ( البنزين، والديزل ) ،وتأثير ذلك على مخزون الدولة من النفط،  وكذا معاناة السكان من فترة لأخرى بسبب تذبذب كمية البنزين وانقطاعه بشكل متكرر.
لذلك فإنه من المتوقع أن تواجه هذه التحديات مدينة أنجمينا مستقبلاً بصورة أكبر مما هي عليه اليوم.
ولا سبيل لحل أزمة المرور بالمدينة إلا بعد الوقوف على أسبابها ودراسة نتائجها، ومن ثم وضع حلول علمية تسهم في حل المشكلة أو التخفيف من آثارها ومن هذه المقترحات ما يلي:
تطوير شبكات النقل وذلك بتوسيع الطرق القائمة حتى تستوعب أعداد كبيرة من وسائل النقل،  وإنشاء طرق جديدة يجب أن يكون تخطيطها وفق المستوى العمراني الذي تخدمه فالطرق المحلية يجب أن تمثل من 12- 16مترا، والثانوية من 16-25 متر ، بينما الطرق الرئيسية تمثل من 40 مترا فما فوق.
وكذلك لمعالجة مشكلة التأخير في الطرق الرئيسية بالمدينة ينبغي إضافة  جسور وكباري جديدة لضمان انسيابية المرور، وتبني مشروع( مترو الانفاق ) مستقبلاً ،للحد من أزمة المرور.

ولحل المشكلة أيضاً تشجيع السكان على استخدام النقل العام أو الجماعي والمتمثل في ( الباصات، الحافلات ) بدل النقل الخاص وخاصة الدراجات النارية، وذلك بعد تطويره وتوفيره خاصة في المؤسسات التعليمية( المدارس،  الجامعات )
إضافة إلى تحديد اتجاهات السير من خلال استخدام الإشارات المرورية لتنظيم حركة المرور، وتحديد سرعة وسائل النقل بوضع إشارات في الشوارع و مسار الشاحنات الكبيرة لتفادي وقوع الحوادث.

ويمكن لهذه المقترحات أن تسهم في حل ازمة المرور بالمدينة أو تخفيفها إذا تم تطبيقها من قبل الجهات المعنية والمسؤولة عن  تخطيط الطرق،  وبالتالي يمكن تسهييل عملية المرور والحفاظ على البيئة و صحة ورفاهية السكان،  وضمان استدامة وتطور المدينة مستقبلاً.

رفيق انفو
رفيق إنفو هو موقع إخباري مستقل مرخص من قبل السلطة العليا للإعلام السمعي البصري في تشاد (HAMA)، باعتباره صحيفة إلكترونية مسجلة تحت الرقم 0324
error: نسخ المحتوى ممنوع