الأحد
-
15 يونيو، 2025
https://rafiqinfos.net

حلول صفرية .. قراءة في خطاب الرئيس في موسورو

محمد طاهر زين ، كاتب صحفي

لا يحتاج الخطاب الذي ألقاه المرشح الرئاسي محمد ادريس ديبي اليوم الجمعة 19 أبريل ضمن حملته الانتخابية في موسورو ، إلى شروحات أو تفسيرات فهو أراد أن يكون بلغة أهل المدينة (التبو-القرعان )، كعادة القادة السياسيين مخاطبة أهل المدينة بلغتهم الأم، لذلك لا أرى حاجة في تقديم ترجمة حرفية للخطاب. وإذا كان ينطبق على خطاب الرئيس مقولة ” ما قل ودل ” فإن تفاصيل الوعود التي تضمنها الخطاب يجب أن تكون في ذهن ومخيلة كل مواطن في موسورو لكي يعلم توجهات الدولة وما سيفعله الرئيس والنظام خلال الفترة القادمة.

يتضمن خطاب ديبي مجموعة من الوعود والتزاماته القادمة في حال انتخابه رئيسًا للجمهورية. ومع ذلك، يمكن اعتبار هذا الخطاب ذو طابع شخصي بدلاً من أن يركز على القضايا الأساسية التي يواجهها المجتمع المحلي، يتجلى ذلك في بداية الخطاب عندما يشير ديبي إلى أنه لم يأتِ للانتخابات، ويذكر أنه جاء لكي لا يلوموه باعتباره ابن أخت أهل المدينة. وهو ما يمكن تفسيره على أنه محاولة للعب على الوتر الحساس، لكسب تأييد الناس دون تقديم برنامج سياسي واضح للعمل الحكومي وتنمية المدينة ، وهو نهج ليس بجديد كان يتبعه ديبي الأب في جميع حملاته الانتخابية.

بالإضافة إلى ذلك، يستعرض ديبي بعض المشاريع الصغيرة التي شرع في تنفيذها وهي في الواقع أقل بكثير من توقعات أهل المدينة وكانت وعودا سابقة من قبل والده إدريس ديبي، وبالتالي، فإن الابن لم يأت بجديد بل جاء لجذب انتباه الناس وابهامهم بأنه قدم إنجازات كبيرة. على سبيل المثال، يشير إلى بدء العمل في سفلة طريق موسورو -شدرة وبناء مستشفى، ويعلن عن خطط لزراعة 250 ألف شجرة تمر وبناء خزانات مياه في محافظات بحر الغزال. هل هذه أولويات المدينة؟!

من الواضح أنه يفتقد إلى الرؤية الاستراتيجية لتنمية المنطقة ويركز على التفاصيل الصغيرة التي قد لا تؤثر على التحديات التي دفع معظم شباب المنطقة إلى التمرد طوال سنوات حكم عائلة ديبي، وفي الوقت الحالي يوجد هناك ثلاثة فصائل رئيسية في الجنوب الليبي ومعظم عناصر هذه الفصائل هم من أبناء موسورو بعضهم قضى نحبه ومنهم من ينتظر ! من دفع بهم إلى هذه التهلكة ؟ بالتأكيد التهميش والاعتداءات المتكررة بحق أبناء المدينة، وفساد ساسة المدينة المنتفعين من النظام وهذا مثال صغير عن الوضع المتردي في المدينة التي تفتقر الى البنية التحتية الأساسية  وقس على ذلك.

علاوةً على ذلك، يمكن اعتبار خطاب ديبي ضعيفًا في مخاطبة جذور الأزمة وتقديم حلول حقيقية للمشكلات الكبيرة التي يواجهها الشباب والنساء. يشير إلى أنه يعرف مشكلاتهم ولديه حلول، ولكنه لا يوضح تلك الحلول أو يقدم رؤية شاملة لكيفية تحسين أوضاع الشباب والنساء في المدينة القاحلة التي عانت من التهميش والفساد على مدار سنوات حكم الحركة الوطنية للإنقاذ MPS.

 

رفيق انفو
رفيق إنفو هو موقع إخباري مستقل مرخص من قبل السلطة العليا للإعلام السمعي البصري في تشاد (HAMA)، باعتباره صحيفة إلكترونية مسجلة تحت الرقم 0324
error: نسخ المحتوى ممنوع