تعرضت بعض المؤسسات الأكثر شهرة في المملكة المتحدة، بما في ذلك صحيفة الغارديان والبريد الملكي، العام الماضي لضربة واحدة من أهم الجرائم الإلكترونية في عصرنا: برامج الفدية.
تأتي برامج الفدية – أي البرامج الضارة التي تم إنشاؤها لمنع وصول المستخدم إلى البيانات الموجودة على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم – بأشكال وأحجام ورموز مختلفة لكن الهدف النهائي هو نفسه: شل الأنظمة المهمة مقابل الحصول على فدية.
ويغلق المتسللون شبكات الكمبيوتر ويطالبون بدفع أموال طائلة تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات مقابل استعادة البيانات التي سرقوها. ولا تقتصر أهدافهم على مجالات معينة، فقد شملت مؤسسات الرعاية الصحية والأعمال التجارية والحكومة والتعليم.
وتشير الإحصاءات إلى أنه ما لا يقل عن 8 من أصل 10 مؤسسات، دفعت فدية مرة واحدة على الأقل في عام 2022، وفقا لاستطلاع أجرته “ستاتستا”.
وفي يناير/كانون الثاني 2021، أعلنت “جي بي إس” JBS – أكبر شركة لمعالجة اللحوم في العالم – أنها دفعت فدية بقيمة 11 مليون دولار في صورة بيتكوين إلى مهاجمين إلكترونيين.
وفي مايو/أيار من نفس العام، عانى خط أنابيب “كولونيال”، أكبر خط أنابيب للمنتجات المكررة في الولايات المتحدة، من هجوم شديد تسبب في توقف الشركة عن العمل وتجميد أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها؛ وانتهى الأمر بعملاق الطاقة بدفع فدية قدرها 4.4 مليون دولار بعملة البيتكوين أيضا لاستعادة عملياتها.
خلال الأسابيع الماضية في المملكة المتحدة، أفادت تقارير أن هجمات منفصلة طالت سجلات موظفي خدمة الصحة الوطنية ورسائل البريد الإلكتروني السرية، فضلا عن بيانات أكثر من مليون مريض.
قبل عقد من الزمان، كانت برامج الفدية جريمة غير معروفة نسبيا أثرت بشكل أساسي على مستخدمي الكمبيوتر المنزلي حيث كان يطلب المتسللون بضع مئات من الجنيهات من العملات المشفرة لإعادة الصور العائلية المقفلة والملفات الشخصية الأخرى.
اليوم ومع نضوج برامج الفدية كعمل تجاري، بدأت العصابات في التنظيم بطرق تعكس شراكات تتسم بغطاء قانوني نوعا ما في عدد من الدول، مثل روسيا وكوريا الشمالية وإيران وأجزاء كبيرة من أوروبا الشرقية.
المصدر : رفيق إنفو + مونت كارلو الدولية