انجمينا – رفيق انفو
قدّم وزير التنمية السياحية والثقافة والحرف اليدوية، أبكر روزي تيقيل، حصيلة جولته الميدانية الأولى التي استمرت من 18 سبتمبر إلى 9 أكتوبر 2025، وشملت ثماني ولايات من حجر لميس إلى قيرا، مرورًا بـ بحر الغزال، وبركو، وإنيدي الغربية، وإنيدي الشرقية، ووادي فيرا، ووداي.
وخلال هذه الجولة، حظي الوفد المرافق للوزير باستقبال حار وأخوي في جميع المحطات، حيث عبّر المواطنون عن التزامهم العميق بالسلام والوحدة الوطنية، وبالرؤية التي يجسدها رئيس الجمهورية محمد إدريس ديبي إتنو.
وأكد الوزير أن الجولة مكّنت الوفد من تقدير ثراء التراث التشادي وتنوعه، كما أظهرت الحيوية الكبيرة لقطاع الحرف اليدوية، والقيمة العالمية للمواقع الطبيعية والثقافية في البلاد، إضافة إلى قوة التضامن بين المجتمعات المحلية، خاصة في المناطق الشرقية التي تواجه تحديات إنسانية.
وشكّلت الزيارة أيضًا فرصة للاحتفال باليوم العالمي للسياحة في بحيرة أونيانقا، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، حيث جُدد الالتزام بحماية هذا الإرث القيّم وتعزيزه.
وخلال كل محطة من الجولة، عقد الوزير لقاءات مع مختلف القوى الحية والمكونات المحلية، بهدف عرض أهداف الزيارة واستكشاف الإمكانات السياحية، ونقل رسالة السلطات العليا التي تدعو إلى التعايش السلمي والحفاظ على السلام. كما تم تقديم هدايا رمزية، منها كتب وأثاثات للمراكز الثقافية.
ودعا الوزير، في كل ولاية زارها، إلى المشاركة الفاعلة في الدورة السابعة من مهرجان “داري”، المقرر تنظيمه خلال الأسابيع المقبلة في نجامينا.
وفي معرض حديثه عن الحرف اليدوية، أشاد الوزير بالحيوية التي يتمتع بها القطاع، مؤكّدًا أن الحرفيين التشاديين من نساء ورجال يواصلون الحفاظ على مهارات تقليدية أصيلة تشمل التطريز، والدباغة، وصناعة الفخار، والمسابك، وصباغة المجوهرات، وصناعة السلال، واصفًا إياهم بأنهم سفراء الهوية الوطنية وركائز التنمية المحلية.
إجراءات عملية لتعزيز التنمية الثقافية والسياحية
واختُتمت الجولة بالإعلان عن حزمة من الإجراءات العملية الرامية إلى تعزيز التنمية الثقافية والسياحية والحرفية في البلاد، من أبرزها:
– إقامة مهرجانات ثقافية إقليمية للحفاظ على العادات والتقاليد، وتنشيط الأنشطة الفنية والحرفية والسياحية؛
– تطوير وتحسين البنية التحتية السياحية في المواقع ذات الإمكانات الواعدة؛
– تشجيع السياحة الداخلية وخلق فرص اقتصادية مستدامة؛
– تنظيم الدورة السادسة لمهرجان أمجراس الدولي للثقافات الصحراوية ليكون واجهةً للتراث الصحراوي ومنصةً للحوار بين الشعوب؛
– إنشاء مراكز حرفية متخصصة في مجالات مثل المسابك، وصياغة المجوهرات، والدباغة، وصناعة السلال؛
– إطلاق مشروع لإنشاء موقع أثري في جُراب؛
– تعزيز البرنامج الوطني لتطوير الحرف اليدوية عبر التدريب وهيكلة التعاونيات وتحسين الوصول إلى الأسواق؛
– تسريع عملية تسجيل آثار مدينة وارة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو؛
– إنشاء مراكز ثقافية متعددة الوظائف في كل مقاطعة، تشمل متاحف إقليمية ومكتبات إعلامية ثقافية.
وأكد الوزير في تصريحه أن هذه الجهود تأتي في إطار تنفيذ خطة التنمية الوطنية “تشاد كونيكشن 2030″، التي تضع الثقافة والسياحة والحرف اليدوية في صميم عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.