الأحد
-
15 يونيو، 2025
https://rafiqinfos.net

نعمة الإنترنت ولعنة الجهل

✍️ خالد بن علي ، كاتب صحفي

لا يخفى على أحد منافع الإنترنت والتطبيقات الحديثة في تسهيل حياة الناس في مجالات التعليم والتجارة والخدمات، وتسهيل الوصول إلى المعلومات.

فإنسان اليوم لو أراد أن يعي ويتثقف يجد أمامه مصادر لا حد لها.
وبإمكانه متابعة المؤثرين وصناع القرار والوصول إليهم قبل وكالات الأنباء.
كما أن الرأي العام أصبح يتأثر بالمقام الأول مما يُكتب ويقال على المواقع، ما يعني أنها تمنح سلطة وتأثير للشعب.

لكن من الذي يعي ذلك ويقف على منافع الشبكة العنكبوتية؟

لعنة الجهل، في مجتمعات ظلت عقوداً متشبثة بقشور السياسة، والسياسة التي لم تعمل يوماً لتأهيل المواطن وتعليمه.

يجد المواطن نفسه أمام انفتاح مفاجئ، أصبح الكل يرى الكل، والكل يقدم محتوى قلّ فيه ما ينفع الناس.

أما الزَبَد فهو طاغٍ، في صخب الأعراس ونشوة حفلات التخرج، وحالات الوتساب التي تتراقص فيها الشريفة وغيرها والصور تغطى بفلتر (شبكة العنكبوت ) وما أوهن بيت العنكبوت.
تضطر المرأة ضعيفة الوعي بالرد على زميلتها وبنت خالتها بحالة أخرى تعرض فيها ما تدعي أنها زينة، والمشاهدات تفوق المئة.
ناهيك عن الخطابات العنصرية والقبلية التي يثيرها بعض الأوباش.

وهناك برامج قيمة تشكو متابعيها، وأعلام من المشرق والمغرب يغردون وحدهم.
المحتوى الذي يبلغ نصف ساعة يعتبر طويلاً، بينما الريلز والوجبات السريعة الفاسدة تحقق أعلى نسبة مشاهدات.

واللافت هذه الأيام مسارعة البعض لاقتناء جهاز استرلينك لتوفير شبكة إنترنت لا محدودة، ووضعه في المنزل ليكون خصماً للانجازات التي من أجلها أنشئت الأسرة، إنترنت مفتوح أي نسيان المذاكرة، وتراجع الحفظ، وتهاوي الروابط الأسرية، وقصور في أداء المهام.

فليت من يمتلك هذا الجهاز أن يرشد أهل بيته ويحدد زمناً معيناً للاستعمال، والتوجيه للمحتوى النافع الذي يزيد الوعي ويرفع الجهل.

رفيق انفو
رفيق إنفو هو موقع إخباري مستقل مرخص من قبل السلطة العليا للإعلام السمعي البصري في تشاد (HAMA)، باعتباره صحيفة إلكترونية مسجلة تحت الرقم 0324
error: نسخ المحتوى ممنوع