أنجمينا – رفيق إنفو
تعتزم تشاد توسيع تعاونها العسكري مع تركيا بعد إنهاء الاتفاق العسكري مع فرنسا. يأتي هذا القرار في إطار سعي الحكومة لتعزيز سيادتها واستقلالها العسكري، وتطوير قدراتها الدفاعية لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.
إنهاء التعاون مع فرنسا
في 28 نوفمبر 2024، أعلنت الحكومة عن قطع التعاون الدفاعي مع فرنسا، مشيرة إلى مخاوف من عدم توافق هذا التعاون مع مصالح البلاد، خاصة في ظل الأزمات الإقليمية. في منتصف ديسمبر، توصلت وزارتا الدفاع التشادية والفرنسية على إنهاء الوجود العسكري الفرنسي في تشاد قبل 31 يناير، مع التحضير لمفاوضات جديدة حول شكل جديد من التعاون الدفاعي.
مغادرة القوات الفرنسية
حتى الآن، غادر ما يصل إلى 160 جنديًا فرنسيًا الأراضي التشادية، بالإضافة إلى عدد من الطائرات والمقاتلات من قاعدة أجي كوسي الجوية في العاصمة أنجمينا. كما سلمت القوات الفرنسية قاعدة “فايا” الواقعة في شمال تشاد رسميًا للسلطات التشادية، حيث غادر نحو 400 جندي من القاعدة إلى العاصمة مع معداتهم العسكرية.
التعاون مع تركيا
يشمل الاتفاق الدفاعي الجديد مع تركيا تدريب الجيش الوطني على يد مدربين عسكريين أتراك، مما يسهم في تطوير المهارات العسكرية وتعزيز الفعالية القتالية. على مدار السنوات الخمس أو الست الماضية، قدمت تركيا دعمًا كبيرًا للبلاد من خلال تدريب عناصر سلاح الجو التشادي وتزويدها بالأسلحة، بهدف تعزيز القدرة العسكرية لمواجهة التهديدات التي تهدد أمن واستقرار البلاد.
صفقات الأسلحة
وقعت تشاد على صفقات لشراء معدات عسكرية متطورة من تركيا، تشمل طائرات الهجوم الخفيف HÜRKUŞ-C وطائرات AKSUNGUR UCAV وANKA-S UCAV، بالإضافة إلى الذخائر الذكية وصواريخ التوجيه الليزري.
تعزيز الوجود التركي في إفريقيا
منذ عام 2003، كثفت تركيا جهودها لتعزيز وجودها في عموم إفريقيا من خلال فتح السفارات وإبرام الاتفاقيات، وهو ما يعكس اهتمامها المتزايد بالعلاقات مع الدول الإفريقية.
استثمارات تركيا في إفريقيا
خلال منتدى التعاون التركي الإفريقي الذي أقيم في أكتوبر 2024م ، أكد وزير التجارة التركي عمر بولات أن تركيا تبنت في عام 2003 إستراتيجية تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع دول القارة الأفريقية، مما أفضى إلى إطلاق العديد من المشاريع والشراكات الناجحة التي أسهمت في تعزيز الروابط بين الجانبين. مشيرا إلى أن عدد السفارات التركية في أفريقيا قفز من 12 في عام 2003 إلى 44 في 2024، مع توقعات بأن يتجاوز العدد 50 سفارة قريبا.
نمو الصادرات والاستثمارات
وأكد بولات، أن العلاقات التجارية بين تركيا وأفريقيا شهدت قفزة نوعية على مدى العقدين الماضيين، حيث تضاعفت صادرات تركيا إلى القارة الأفريقية 10 مرات منذ عام 2003، لترتفع من 2.1 مليار دولار إلى 22 مليار دولار في 2023. وفي المقابل، بلغت واردات تركيا من أفريقيا 15 مليار دولار، ما يعكس التوسع الملحوظ في الشراكة التجارية بين الجانبين.
وأشار بولات إلى أن حجم التجارة الكلي بين تركيا وأفريقيا، الذي كان لا يتجاوز 5.4 مليارات دولار في 2003، ارتفع 7 أضعاف ليصل إلى 37 مليار دولار بحلول 2023. وفي الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، اقترب حجم التبادل التجاري بين الطرفين من 27 مليار دولار، منها 15.8 مليار دولار صادرات تركية، و11.1 مليار دولار صادرات أفريقية إلى تركيا.
كما أوضح الوزير أن الاستثمارات التركية في أفريقيا شهدت نموا لافتا، حيث ارتفعت من 67 مليون دولار في 2003 إلى 2.3 مليار دولار، بينما تجاوزت القيمة السوقية لهذه الاستثمارات 10 مليارات دولار، وهذا ساهم في خلق فرص عمل لنحو 100 ألف شخص في القارة. ومن المقرر عقد القمة التركية الإفريقية المقبلة في عام 2026.