الأحد
-
15 يونيو، 2025
https://rafiqinfos.net

ماكي سال .. عودة مشكوك فيها وابتكار اقتصادي أم مجرد غطاء سياسي؟

بقلم ✍️: طاهر محمد ، صحفي وباحث مهتم بالشأن السياسي في غرب إفريقيا

تُعتبر عودة الرئيس السنغالي السابق ماكي سال إلى الساحة الاقتصادية من خلال تأسيسه شركة “سيمو هولدينغ” في المغرب خطوة تثير الكثير من التساؤلات والجدل. رغم أن الشركة تهدف إلى تقديم خدمات في مجالات البيئة والطاقة والاستشارات الاستراتيجية، فإن السياق السياسي الذي تأتي فيه هذه الخطوة يثير الشكوك حول نوايا سال الفعلية.

في ظل الاتهامات التي وُجهت إلى إدارة سال بالفساد واختلاس الأموال العامة، تأتي هذه المبادرة كنوع من إعادة الهيكلة الشخصية، أو ربما كوسيلة للهروب من الضغوط السياسية المتزايدة. وفي هذا الإطار، صرح عثمان سونكو، رئيس الوزراء وزعيم حزب PASTEF، بأنه سيواصل التحقيقات في قضايا الفساد إذا حصل حزبه على الأغلبية البرلمانية في انتخابات نوفمبر 2024. يمكن اعتبار شركة “سيمو هولدينغ” وسيلة للتخفيف من الضغوط الناتجة عن فترة حكمه.

من ناحية أخرى، يُظهر موقف الباحث السنغالي عبدالرحمن كان قلقًا حقيقيًا بشأن مدى تأثير هذه الشركة على المشهد السياسي والاقتصادي في السنغال. عبر عن رأيه بالقول إن الشركة قد تلعب أدوارًا مهمة على المستوى المحلي والإقليمي، خاصة في تعزيز العلاقات بين السنغال والمغرب، لكن ذلك يتطلب شفافية في إدارتها.

في المقابل، أبدى الخبير الاقتصادي عليون بدارا ديوب، المدير السابق لمؤسسة Groupe Afrika S.A، شكوكه حول جدوى الشركة، مشيرًا إلى أن ماكي سال لم يكن ناشطًا في الأعمال الخاصة. وأكد أن “ماكي سال كان سياسيًا منذ التسعينيات، ولا يُعرف له أي شركة في السنغال.”

تشترك الناشطة الحقوقية ورائدة الأعمال جالي باديان في هذا الرأي، معتبرة أن عودة سال إلى السنغال “خطيرة” وقد تؤدي إلى مقاضاته بتهم الخيانة العظمى وارتكاب جرائم اقتصادية.

من جهة أخرى، يرى باب غالي غي، الأمين العام المساعد لحركة دومو دارا التابعة لحزب PASTEF، أن استراتيجية “سيمو هولدينغ” في بناء شبكة علاقات في إفريقيا تعكس توجهًا متزايدًا نحو تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي. ومع ذلك، يشير غي إلى أن تأثير الشركة على السياسات الاقتصادية في السنغال يعتمد على طبيعة مشاريعها.

وفي سياق متصل، أفاد إبراهيما دياي، القيادي في حزب الوطنيين من أجل العدالة والتضامن (APJS)، بأن الحكومة السنغالية قد تتعاون مع الشركة إذا كانت هذه الخطوة تصب في مصلحة جميع الأطراف، رغم المشاعر السلبية المتزايدة بين السكان تجاه سوء إدارة الحكومة السابقة.

تشير الناشطة السياسية فاطمة زهراء ندياي، من حزب PASTEF، إلى أن كل ما يتعلق بماكي سال لا يمكن فصله عن الأيديولوجيات السياسية المختلفة، مؤكدة أن الأحداث التي وقعت خلال فترة حكمه لن تُنسى. وتعبر ندياي عن عدم ترحيبها بأي مبادرة تأتي من سال، مشددة على أن “كل ما يأتي من ماكي سال غير مرحب به، وأنه سيتحمل عواقب أفعاله في النهاية.”

في النهاية، يُطرح تساؤل مهم: هل تعتبر “سيمو هولدينغ” مشروعًا ذا قيمة اقتصادية حقيقية، أم أنها مجرد خطوة تكتيكية من قبل سال للبقاء في دائرة الضوء؟

رفيق انفو
رفيق إنفو هو موقع إخباري مستقل مرخص من قبل السلطة العليا للإعلام السمعي البصري في تشاد (HAMA)، باعتباره صحيفة إلكترونية مسجلة تحت الرقم 0324
error: نسخ المحتوى ممنوع