انجمينا – رفيق إنفو
يعمل الجيش الوطني التشادي، حاليًا على تعزيز قدرات المراقبة الجوية من أجل السيطرة على المنطقة الحدودية المضطربة لبحيرة تشاد ، ويعتبر الجزء الشمالي لبحيرة تشاد بؤرة للجماعات الجهادية.
في وقت سابق، تقدمت الحكومة التشادية، بطلب إلى الإتحاد الأوروبي لتمويل عقدها مع الشركة الفرنسية المتخصصة في ديناميكيات الطيران واستخبارات الأجواء، كجزء من دعم المجتمع الدولي للقوة المشتركة متعددة الجنسيات ، والتي تجمع بين الجيوش البنينية والكاميرونية والنيجيرية والنيجيرية والتشادية في القتال ضد الجماعات الجهادية، لم يتردد الإتحاد الأوروبي في تمويل العقد ، لكن الشركة لعبت دورا محدودا في مراقبة الأجواء..
مما دفعت الحكومة التشادية للبحث عن تقنيات توفر لها قاعدة بيانات وأداء أفضل وبتكلفة ميسورة، ووقع الاختيار على مجموعة نوس الإسرائيلية، بواسطة رئيس شركة سونفت التشادية لتقنيات المراقبة الأمنية عبد اللطيف رمضان ، المقرب من رئيس وكالة الأمن التشادية ، أحمد كوجري.
يسعى رمضان للحصول على ترخيص برمجية بيغاسوس Pegasus وخدمات أمنية أخرى تنتجها مجموعة نوس الإسرائيلية ، منذ عام 2020 ، في سبيل ذلك سافر رئيس الموساد يوسي كوهين إلى نجامينا عدة مرات للقاء الرئيس الراحل إدريس ديبي وأحمد كوجري. وسجل كوجري أيضا عدة زيارات لإسرائيل ، بشأن الحصول على التقنيات الإسرائيلية لكن دون جدوى.
ما يدعو للتساؤل: هل يتجرأ رئيس المجلس العسكري محمد إدريس ديبي ، بالتوقيع عقد الترخيص خلال مباحثاته مع المسؤولين الإسرائيليين ؟
علم موقع رفيق إنفو، من مصدر مطلع ، أن الهدف من زيارة رئيس المجلس العسكري محمد إدريس ديبي إلى إسرائيل، بحث آليات الإستفادة من خدمات الأمن السيبراني الإسرائيلي.
وهو ما يؤكد سعي السلطات الانتقالية، في الحصول على ترخيص بيغاسوس المثير للجدل ، وبالتالي سيكون بمقدور الكيان الصهيونى، التغلغل بشكل أقوى في المنطقة ، وتحقيق اختراقات متتالية في تمرير ما تسمى ب\” اتفاقيات أبراهام\”
** بيغاسوس في أفريقيا
في أواخر عام 2021، كشف تحقيق \”فوربيدين ستوري\” أو \”القصص المحضورة\”، أن بيغاسوس تمَّ استخدامه في 11 دولة أفريقية، بما فيها المغرب ومصر وساحل العاج ورواندا وتوغو وكذلك كينيا وغينيا الاستوائية والكاميرون وأوغندا وإثيوبيا، وهي الدول نفسها تقريبًا التي أيّدت منح \”إسرائيل\” صفة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، باستثناء مصر التي قدّمت هي و6 دول عربية أفريقية مذكرة شفهية اعتراضية إلى مفوض الاتحاد موسى فكي.
بصفة انفرادية، ودون استشارة الدول الأعضاء، منح موسى فكي \”إسرائيل\” صفة عضو مراقب في الاتحاد في يوليو/ تموز 2021، لكن فيما بعد قررت دول الاتحاد تعليق هذا القرار خلال القمة التي انعقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في فبراير/ شباط الماضي، إلى حين إصدار توصية في القضية من طرف لجنة تضم 7 رؤساء دول من بينها الجزائر.
كنتيجة لجهود إسرائيل لاكتساب الشرعية في إفريقيا، وجدت أدوات التجسس القوية التي تمتلكها – والتي طوّرتها من خلال احتلالها للأراضي الفلسطينية واختبرتها ميدانيًا على الشعب الفلسطيني الخاضع لسيطرتها – طريقها إلى جيل جديد من الحكّام المستبدّين في إفريقيا. حيث تُعد تلك التكنولوجيا مثالية بالنسبة لهؤلاء القادة الأفارقة المتعطّشين للسلطة. فهي رخيصة نسبيًّا، وسهلة التطبيق، ويمكن استخدامها دون تعرّض أنظمتهم لعواقب جمّة.
ويوفّر غياب المساءلة والشفافية والتنظيم فيما يتعلق بصفقات بيع وشراء أدوات المراقبة حمايةً إضافية للحكام القمعيين الذين يفاقمون المناخ الاستبدادي في إفريقيا – والذي غالبًا ما يتحمّل تبعاته الخطيرة الصحفيون ونشطاء حقوق الإنسان ومنتقدو الحكومة.
فرّ الصحفي كوملانفي كيتوهو من توغو العام الماضي، بعد أن تم توقيفه واحتجازه. وقد وضعت السلطات هاتفه الذكي، بالإضافة إلى هواتف العديد من الصحفيين الآخرين، تحت المراقبة. وكانت الجريدة التي يعمل بها كيتوهو تغطي التظاهرات الوطنية المعارضة لنظام حكم الرئيس فور جناسينجبيه، كما أنه عضو في “رابطة توغو لحقوق الإنسان”.
** المغرب ورواندا
وتعد المغرب أحد أهم عملاء شركة NSO، إذ استخدمت نظام “بيغاسوس” لمراقبة ما لا يقل عن عشرة آلاف هاتف، من بينها هواتف ناشطة حقوق الإنسان الصحراوية أميناتو حيدر والصحفي المغربي عمر راضي. حيث خضع هذا الصحفي الاستقصائي المستقل، الذي يركز على قضايا حقوق الإنسان والحركات الاجتماعية والحق في حيازة الأراضي في المغرب، للمراقبة ثلاث مرّات.
استخدمت السلطات الرواندية كذلك نظام التجسّس “بيغاسوس” لاستهداف 3500 ناشط وصحفي وسياسي محتملين، من بينهم كارين كانيمبا، ابنة البطل المعروف بول روزيساباجينا. أنقذ هذا الأخير حياة 1200 شخص أثناء الإبادة العرقية لقبائل التوتسي عام 1994، وهو معتقل حاليًا في رواندا بتهمة الإرهاب.
رفيق إنفو + وكالات