الأحد
-
15 يونيو، 2025
https://rafiqinfos.net

خطأ فادح .. كيف يجب كتابة اسم رئيس الوزراء؟

 

أ.د. عبد الله بخيت صالح ـ باحث مهتم بالشأن التشادي.

بعْدَ تعْيِين رئيس الوزراء الجديد لجمهورية تشاد مساءَ يوم الخميس 23 مايو 2024م، اخْتلَف الصَّحفِيُّون والمُدَوِّنون والنُّشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي في كتابة (رسم) اسم رئيس الوزراء الجديد على النحو التالي:
1/شريط الأخبار بتلفزيون تشاد (Allah Maye Halina).
2/ الموقع الرسمي لرئاسة وزراء جمهورية تشاد على الموقع [الويب] (Allah-Maye Halina).
3/ الصفحة الرسمية لرئيس الوزراء الجديد على الموقع [الويب] (Allah-Maye Halina).
4/ صحيفة الوحدة (Allah Maye Halina).
5/صحيفة رفيق إنفو (الله ماي هالينا).
6/ صحيفَتا الأحداث إنفو، وداري ميديا (ألاماي هالينا).
7/ صحيفة السلام (اللاماي هالينا).
8/ صحيفة توماي نيوز ميديا (Allah Maye Halina).
9/ صحيفة أخبار تشاد Tchadinfo (Allah Maye Halina).
10/ بعض النشطاء (اللاماي هلينا Allamaye Halina).

أود أن أشير إلى ملحوظة مهمة في هذا الشأن، بداية عندما يُعْرَضُ على مسامِعنا اسمٌ ما، فإنه من الطبيعي أن يختلفَ الناسُ على كِتابَتِه ما لم يقفوا على وثيقة رسمية مكتوبة تُوضِّحُ كيفيةَ (رسْمِه)، ولكن مع ذلك قد يكون من الناحية العلمية غيرَ مُلزَمٍ للجميع إلا أن تنجليَ الأمور حسب معانيها، واختلاف الناس في كتابة الأسماء غير المعتادة مثل: اسم رئيس وزراء تشاد لهو شائع، ولكل إنسان تعليلاته العلمية والمنطقية بناء على سبب التسمية، وخاصةً إذا كانت للتسمية معنًى في لغة من اللغات، أو لهجة من اللهجات؛ ومن ثَمَّ فإن اختلاف (رسم) الأسماء غير الشائعة باللغات الحَيَّة واللهجات المحلية أيضاً فيها اختلاف من لغة لأخرى، ولذا فإن مثل هذه الاختلافات أمر طبيعي في كتابة الأسماء (الأعجمية)، ويُمْكِن توحيد رسم الاسم في الصحافة، وكذلك في المُراسَلات الرسمية المُوجَّهة، ويتم ذلك بعدَ الوقوف على نسخة من المرسوم رقم (001) الصادر يوم الخميس 23 مايو 2024م، ولمَّا كان خبرُ تعْيِين رئيس الوزراء في بدايته، جاء اختلاف رسمه من جهات عدة، وهذا أمر طبيعي لا إشكالَ فيه كما أشرت، ولكن الأمر المُسْتَغرَب الذي لفت انتباهي هو قِيام (البَعض) بشَنِّ هجوم غير مُبرَّر على صحيفة بعيْنِها دون غيرها من الصُّحف من باب التشويه، واستخدموا في هجومهم أسماءً مُستعارَة، وألفاظًا بذيئة تدُلُّ على مستواهم الفكري والخطابي، وكُشِفَ في الوقت نفسه للرأي العام أنهم مجرد (مشوشين) على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا هدف لهم إلا النقد الهَدَّام لا البَنَّاء، والتحامل على كل شخص لا يؤيدهم في توجهاتهم وحملاتهم التي هي مجرد مَضْيَعة لأوقاتهم هُم، وفي كل مرة ينكشفون أمام العالم أجمع مَنْ هُمْ، وما غايتهم النهائية لهذا الهجوم العبثي المستمر منذ أن فَتحَ كلُّ واحد منهم موقعاً أو صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي، فنسأل لهم الهداية والعودة إلى رشدهم من منطلق قول الحق تبارك وتعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ ق. الآية 18.
ولذا وددْتُ أن أَذْكُر بعض الحقائق والأمور في بعض الأسماء الشائعة في تشاد، حتى إذا أراد أحدهم الرجوع إليها، ودراستها، ومعرفة معانيها، وأسباب التسمية بها قَبْلَ أن يعجل بالذهاب إلى وسائل التواصل الاجتماعي وتوجيه الانتقادات بلا دليل علمي أو موضوعي، وتجريم الناس في أمور لا طائل منها إلا تضْيِيع العمر بما لا ينفع العباد والبلاد، وأُورِدُ لكم هنا بعض الأمثلة:

أولاً: من خلال متابعتي الدقيقة لتعليل تسمية (الله ـــ ماي) وغيرها من الأسماء، لاحظت أن بعضهم يردد مقولة (الأسماء لا تُعلَّل) وهم لا يعرفون أن في هذه المقولة طعناً في اللغة العربية، ونفياً لحكمة وَضْعِها وإلصاقاً للجُزَافِيَّة والعشوائية، ولا شكَّ أن هذا جهلٌ مُرَكَّب بقَدْر هذه اللغة العظيمة (بنت عدنان) ومكانتها، ومعنى هذه المقولة أنها بلا سبب، وقد لا ينطبق معناها على مسمَّاها، فقد يُسمَّى الرجل (عادلاً) وهو (ظالم)، وقد يسمى الرجل (طاهراً) وهو (قذر) هل انتبهتم لذك أم لا ؟!. فهناك اسماء لا تعلل وأخرى تعلل، وقد فطن علماء العرب القدماء لتلك الحقيقة، فبينوا أن الأسماء معظمها لعلة، على سبيل المثال، قال ابن دريد: واعلمْ أن للعرب مذاهب في تسمية أبنائها: فمنها ما سمَّوه تفاؤلاً على أعدائهم، نحو: غالب، وغَلاّب، وعارم، ومقاتل، ومُعارِك، وثابت، ونحو ذلك. وسمَّوْا في مثل هذا الباب: مُسْهِرًا، ومُؤَرِّقًا، ومصبِّحًا، ومنبِّهًا، وطارقًا. ومنها ما تفاءلوا به للأبناء نحو: نائل، ووائل، وناجٍ، ومُدرِك، ودَرَّاك، وسالم، وسُلَيم، ومالك، وعامر، وسعد، وسَعِيد، ومَسْعَدة، وأسعَد، وما أشبه ذلك. ومنها ما سمِّي بالسِّباع ترهيباً لأعدائهم، نحو: أسد، وليث، وفَرَّاس، وضِرغام، وما أشبه ذلك. ومنها ما سمِّي بما غلُظ وخشُن من الشّجَر تفاؤلاً أيضاً نحو: طلحة، وسَمُرة، وسَلَمة، وقَتَادة، وهَراسة، كلُّ ذلك شجرٌ له شوكٌ، وعِضاهٌ. ومنها ما سمي بما غُلظ من الأرض وخشُن لمسُه وموطِئُه، مثل: حَجَر وحُجَير، وصَخْر وجَروَل، وحَزْم وغيرها. وفي تشاد عندنا أسماء مشابهة باللهجات المحلية فمنها ما سمِّي بالأيام والشهور وبعض فصول السنة والأجرام السماوية مثل: خميس، وجمعة، اثنين، رمضان، ورجب، وضحية، وصيام، وعيد، ومايو، وقمر، وهلال، وبدر، وشمس، ونهار، ومطر، وخريف، وخريفين، وربيع، ودرت. ومنها ما سمي بالسباع والأماكن والصفات مثل: صقر، وتبن، وعريا، وبقيرا، وهيقرا، وأسد، ودود، ودودين، وسورا، ونمر، وهري، وماغن، وماكن، وبويبيري، ودوسة، وتيارا، ووداي، وبحر، وجروا، وجونقا، وجونقوس، وجاموس…إلخ.

ثانياً: في شرق تشاد وشمالها، إنَّ أهلنا الطيبين بالفطرة يُسَمُّون المواليدَ الذكورَ ببعض الأسماء المُقترِنة باسم الجلالة -جَلَّ شَأْنُه وَعَلا سُلطانُه فوْقَ كلِّ سُلطان، مثل: ( الله جابه Allah-Djaba) يعنى رزقنا اللهُ ابناً، و ( الله تشي Allah-Chi) يعنى الله موجود، و( الله فُوزا Allah-Fouza) يعنى طلبنا الفزع والمدد من الله، و(الله بهان Allah-Bahan) يعنى قريب من الله، و(الله هُو Allah-Hou) يعنى حقَّ الله، و( الله عسرا Allah assara)، و( الله واحد Allah-Wahid) … إلخ، فمثل هذه الأسماء منتشرة عندنا في تشاد من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال. ومَرْبَط الفَرس في هذه القضية أن كتابة هذه الأسماء كما تَرَوْنَ صحيحة عند رسمها بالحروف العربية، ولكن رسمها بالحروف اللاتينية بالشكل الشائع عندنا في تشاد هو رسم خاطئ، ويجب تصحيحُه من قِبل المُتَعلِّمين والمُثَقَّفين، لا نَتَبَنَّي ونُقلِّد الطرف الآخر الذي وَرث هذا الخطأ الشائع من المُستعمِر الفرنسي، وعَمِل به دون تمحيص. وأشير أيضاً بوجود أسماء أخرى للذكور في تشاد مشابهة للاسم عبد الله مثل: خليل الله، وجار الله، وضيف الله، وفتح الله، وختم الله، وشحد الله، وحسب الله، وجاد الله، وخير الله، وغلام الله، وفضل الله، ودفع الله، وجميل الله، وغيرها من الأسماء.

فعندما يُطْلِق أَهْلونا في البوادي والمدن أسماء أبنائهم مقرونة باسم الجلالة فإنهم يقصدون بذلك شكر الله عز وجلَّ وحمده والثناء على نعمته بأن رزقهم ابناً ذكراً، وغالباً ما يأتي هذا الابن بَعْد طول انتظار وترَقُّبٍ من طرف الزوجين بعد الزواج، وهذا النمط من الأسماء موجود في بِقاع أخرى من العالم مثل: آية الله، وروح الله، وكلمة الله في كل من: إيران، وباكستان، وأفغانستان. فمثلا اسم (آية الله) مثلاً يعنى عندهم (معجزة الله) وغيرها من الأسماء. ولذا، كان على أولئك المتسرعين في التشهير والهجوم على بعض الناس بشكل مقصود وبدون دليل التَّأَنِّي لمعرفة حُكْم التَّسمِّي بأسماء تبدأ بلفظِ الجلالة [الله]، مثـل: [الله جابة]، [الله ماي]، [الله فوزا]، [الله في]،[إيروــ بي] وغيرها من الأسماء المُشار إليها في مقالنا هذا، وذلك حرصاً عليهم قبل أن يُفْضَحُوا أمام الرأي العام، ويُوضِّحوا بأسلوب غير مُتَحضِّرٍ مَنْهَجَهم في الهجوم على الآخرين على الملأ بدون دليل؛ وذلك لأن منهج النقد الهدَّام لهو مَرْكَب نقْصٍ في نفوس بعض البشر، فقبل معرفتهم لأصل التسمية ولرأي العلم وحُكم الشرع في مشروعية التَّسمِّي بتلك الأسماء في المجتمع التشادي من عدمه، أيضًا من منطلق أنَّ كلَّ إنسانٍ منا عُرْضَةٌ للخطأ عندما يكون الاسم أو المصطلح جديداً في وسائل الإعلام كاسم رئيس الوزراء الجديد، ويجب أن تعلموا أن التَّسَمِّيَ بتلك الأسماء في المجتمع التشادي ليس لغرض التمدُّح والعلوِّ والغُلوِّ على رب الكوّن، وإنما غرضهم شكر الله -عز وجل- على نعمة الذرية امتناناً وفرحاً، ومن ثَمَّ فإن كتابة اسم رئيس وزراء تشاد بالطريقة الصحيحة يكون هكذا: (الله ـــ ماي) بالحروف العربية و(Allah-Maye) عند الكتابة بالحروف اللاتينية. فالأسماء بهذه الشاكلة تُكتبُ على ثلاثة طرق، هي:

الطريقة الأولى: أننا نقدم الاسم على اسم الجلالة (الله) إذا كان الاسم عربياً، أن نقول عبد كذا، مثل: عبدالله، وعبدالرحمن، وعبدالرحيم، وعبدالسلام، عبدالملك، وهي الطريقة المعروفة والشائعة عند معظم بلدان العالم الإسلامي وهي الأسماء الحسنى.

الطريقة الثانية: وهي مشهورة أيضاً كالأولى، وفيها نقدم الاسم على اسم الجلالة (الله) فمثل ما نقول: حسب الله، وغلام الله، وضيف الله، وآية الله، وخليل الله، ومثل هذه الفئة من الاسماء يُقدم الاسم على اسم الجلالة. وتعامل معاملة كلمة (عبد) + اسم الجلالة (الله) في الطريقة الأولى السالفة الذكر فنقدم الاسم على اسم الجلالة، مثلاً: لفظ (ضيف) + لفظ الجلالة (الله)، فنقول ضيف الله وهكذا.

الطريقة الثالثة: وهي الأسماء الأعجمية الشائعة عندنا في تشاد مثل(الله ماي)، و(الله فوزا)، و(الله هو)، هنا يُقدم اسم الجلالة (الله) على الاسم لأنه اسم أعجمي غير عربي كما هو موجود عندنا في تشاد (ماي)، (تشي)، (فوزا)، فنقول: الله ماي، والله تشي، والله فوزا، فُيكتب عند كتابته باللغة العربية (الله ماي)، وعند كتابته باللغة الفرنسية (Allah-Maye) أي يفصل اسم الجلالة عن الاسم الأعجمي، فلا نقول (اللاماي)، (ألاماي) و(Allamaye) هو خطأ وقع فيه بعض النشطاء والصحفيين في الأيام الأولى لتعيين دولة رئيس الوزراء في منصبه، فلا ندغم لفظ الجلالة (الله) وكلمة (ماي) في كلمة واحدة مثل (اللاماي أو ألماي) فهذا خطأ فادح ولا يصح لا عند الكتابة بالعربية أو الفرنسية، وإنما من باب التعظيم نفرد اسم الجلالة فنقول (الله ـــ ماي) أو (Allah-Maye) أي نكتب اسم الجلالة أولاً ثم نلحقه بالأسماء الأعجمية أو الأسماء المأخوذة من العربية الدارجية التشادية مثل (الله ـــ جابه) أو (الله عسرا).

أما كتابة اسم رئيس الوزراء الحالي (اللاماي) أو (ألماي) أو (آلاماي) أو (Allamaye) فهذه الكتابات خاطئة ومنقولة ومُتَرْجمة من اللغة الفرنسية بدون تمحيص، وبالتالي أرجو أن تنتبهوا لذلك فلا يمكننا اتباع الخطأ الشائع وتقليدُه في أوساط المتعلمين والمثقفين، وإنما يجب علينا تصحيحُ المفاهيم والمصطلحات والأسماء من مَظانِّها من خلال معرفة سبب إطلاقها، ونحن مجتمع يُصَانُ فيه اسمُ الله تبارك وتعالى في أوساط المسلمين والمسيحيين وغيرهم. وقد وقبل 25 عاماً كنت مدرساً للتاريخ والجغرافيا في منطقة نائية بجنوب البلاد، تعلمت خلالها الكثير والمصطلحات والمسميات والمفاهيم، فكتابة اسم رئيس وزراء تشاد الحالي بالطريقة الصحيحة هكذا: باللغة العربية (الله ـ ماي هالينا)، وهكذا باللغة الفرنسية (Allah-Maye Halina)، وأصل التسمية بلهجة عشيرة (الماربا Marba) بإقليم مايو كيبي، وتعني باللغة العربية (الله معي) باللغة الفرنسية(DIEU EST AVEC MOI).

ثالثاً: في جنوب تشاد –تحديدًا في أقاليم مايوكيبي وتانجلي، وشاري الأوسط، ولوقون الشرقية، ولوقون الغربية- عندهم أسماء مركبة مع اسم الجلالة مثل: الله ـــ في (Allah-Fi)، والله ــ ماي (Allah-Maye)، والله ــ ريدي (Allah-Ridy)، والله ـ دوم (Allah-Doum)، وجيمادوم ـــ دوم (Djima-Doum)، ونظراً لأن كتابة الأسماء باللغة الفرنسية تُحْدِثُ أخطاء واضحة كما في رسم (عبد الله) (Abdullah/Abdallah) وباللغة العربية (عبداللاي) عند الرسم بالفرنسية (Abdoulaye) وهو خطأ شائع، وفي رسم أسماء (محمد وأحمد ومحمود، حماد وحامد) باللغة العربية، فعند الرسم بالفرنسية تُكتب (Mahamat, Ahmat, Mahamout, Hamat et Hamit) -لَعَمْرِي ما رأيت لُغةً مُعْوَجَّةً مِثلها، ولربما التحريف مقصود بغرض إشاعة الفوضى في المجتمع التشادي ضِمن السياق العام لطَمْس الهُوِيَّة وإدخال مسميات ومفاهيم محرفة في الكتابة؛ لأن وجود حرف (الدال) في اللغة الفرنسية لهو مؤشر إلى أن كتابة الدال تاء أمر مقصود منذ عام 1893م وإلى يومنا هذا، وإلا بالله عليكم –لَعَمْرِكُم- هل رأيتم اسْمَ محمد أو أحمد أو حماد أو حامد ينتهى رسمه بحرف التاء إلا عندنا في تشاد!. فلا بد من تصحيح الأخطاء الشائعة، ذلك لأن هناك أخطاء كثيرة يملؤها الجهل المركب، أو التبعية العمياء لما تم رسمه بلغة المستعمر (المحتل)!. وألفت نظر القارئ أن أسماء محمد وأحمد ومحمود وغيرها كانت تُكتب بطريقة صحيحة في ممالك كانم ووداي والباقرمي والبلالة.
رابعاً: في أقاليم وسط تشاد وشرقها وشمالها هناك أسماء مُرَكَّبة مع اسم الجلالة، مثل: (عبد الدائم)، و(عبد المعطي)، و(عبد العاطي)، و(عبد المولى)، و(عبد الرسول)، و(جار النبي) و(عبد النبي)، و(حسب النبي)، و(عبد الدين)، و(عبد الرجال)، و(عبد البنات)، وغيرها من الأسماء. وقد وردت عدد من أسماء الله الحُسنى في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث هو قوله صلّى الله عليه وسلّم: {إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا، مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصاها دَخَلَ الجَنَّةَ}.(حديث صحيح رواه مسلم). وهذه الأسماء هي ما ورد في نصّ الحديث وعددها تسعة وتسعون اسماً؛ فمما لا شك فيه أنه لا يجوز إطلاق أسماء الله تبارك وتعالى على أيّ مخلوق. فليهدأ الذين يهاجمون كل شيء وكل حدث جديد بالمجتمع من باب الهجوم فقط ليس إلا، وقد تواصل معي أحدهم في الخاص وقال لي بأن رئيس الوزراء غير مسلم الديانة؛ ولذا لا يجوز كتابة اسمه كما كتبته أنت على صفحتك الخاصة على الفيسبوك (الله ـــ ماي)، وإنما يجب أن تكتبه هكذا: (اللاماي)!. قلت له ماذا تقصد بتسمية (اللاماي)؟ وما علاقة الديانة بكتابة اسم الجلالة (الله)؟. وهل تعلم أن غير المسلمين في تشاد يوّحدون الله ويعظمونه، وإنما خلافهم معنا في أتباع الأنبياء (عيسى ومحمد خاتم الرسل)؟! وأنهيت الحوار معه في هذا الموضوع بقولي له هل تعلم لا يجوز تحريف أسم الجلالة (الله)، (ALLAH) أو إدغامه أو دمجه مع كلمة أخرى الكتابة بكل لغات العالم ؟! احتار الرجل ولم يجد جواباً مبنياً على الدليل أو التعليل العلمي أو الشرعي، فاعتذر ومسح مداخلته من الصفحة. ولكن المستغرب والمثير للانتباه أن الذين تحاملوا على بعض الصحف والنشطاء وملأوا “الفضاء الأسفيري” نقداً وضجيجاً لم يعتذروا لتهجمهم وهجومهم غير المبرر على غيرهم الذين كانوا على صواب فيما ذهبوا إليه في كتابة اسم (الله ــ ماي)، ولكنهم مضوا على سجيتهم المعروفة وكأن شيئاً لم يكن!. ومع ذلك هناك من يصفهم بمصطلحات عجيبة مثل: فلان القدير، وفلان المقتدر، وفلان القامة، وفلان الوجيه، وفلان الزعيم، وغيرها من الصفات العجيبة تماشياً مع الهيراركية السياسية بالمجتمع التشادي في عهد الديمقراطية والحريات بمختلف أنواعها، ومن باب الحمية ليس إلا، بينما نجد أن فكره وما يكتبه بيده ويقوله بلسانه ينفي عنه تلك الصفات!.

حسب تقديري الشخصي الذي بنيته من خلال مُتابَعتي لما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي في تشاد الذي تمكنت من المرور عليه؛ فإن ما يقارب بنسبة 99% من شبابنا فيه الخير والتوجه السليم والمصداقية في طرح الموضوعات ونقاشها بشكل موضوعي يتلمس المرء من كتاباتهم وتغريداتهم أنهم يريدون التَّغييرَ نحو الأفضل بصدق، وهؤلاء نتفاءل بهم وبمستقبلهم خيراً، وعليهم نعول بناء تشاد المستقبل بالشكل الذي نريد. أما النسبة الباقية وهي1% فحَدِّثْ ولا حرَجَ، يُردِّدُون على طول الخط أسطوانات مكررة هي هي، ومعاول للهدم والتشهير، فلا جديد عندهم، فأحاديثهم فيها كلمات مفتاحية حفِظَها الرأي العام الوطني عن ظهر قلب منها: (ذكر قبائل بعينها على طول الخط، والتطاول على رجال الدين، والتهجم على الأساتذة والأكاديميين والباحثين، ومحاربة الناجحين من الشباب في مختلف القطاعات لأنهم فشلوا أن يبلغوا ما بلغوه، والتربص على شبكات التواصل الاجتماعي بطاقة سلبية كبيرة، ولا يتركون شاردة ولا واردة تمُرُّ أمامَهم وإلا تطاولوا عليها نقداً وذماً وقَدْحاً)!!!، فهذه الفئة لا خير يُرجَى من ورائهم، فلا هم بناة وطن، ولا مصلحو شعب، وإنما يقومون بتوجيه الشباب في اتجاهات خاطئة، وسوف يرون نتائجها على المدى البعيد.

نافلة القول: أقول الجدل الذي دار في الشهر المنصرم حول كتابة اسم (الله ـــ ماي) كانت مناسبة جيدة لدراسة سر التسميات في المجتمع التشادي، إلا انه حصل العكس حيث انتهز المُشَوِّشُون والذباب الإلكتروني ومستخدمي الأسماء المُستعارة على وسائل التواصل الاجتماعي الفرصة للتهجم على الناس في هذا الموضوع، فأقول لكم عندما يُعْرَض عليكم أمْرٌ ما، فأَبعدوا أنفسكم عن التحيُّزِ والأحكام المُسبقة، والاستعجال في إفراز الطاقة السلبية تِجاه الآخرين (النقد العبثي) من غير أي مبرر، وأدعوكم إلى التأني والبحث عن حقائق الأمور والمواقف والمشكلات التي تَطرأ على المجتمع، ومن ثَمَّ رَتِّبُوها لتتوصَّلوا إلى حقائقها ما أمكن ذلك؛ ومن ثَمَّ لا بأس إذا أفْرَزْتُم بعد ذلك طاقاتكم الإيجابية (النقد الهادف) تجاه الآخرين، وكونوا أكثر عدلاً، حتى يستطيع الرأي العام في تشاد وفي القرية العالمية أجمع أن يُعْطِيَ لِمَا تقولونه قِيمَة، وإلا فإنَّ استمرارَكُم على هذا النَّهْج الذي لا يُحَرِّكُ ساكناً في المجتمع التشادي، ويُضَيِّعُ زمنكم وأزمان غيركم، وهو جزء من أعماركم التي تذهب هباءً منثوراً بلا طائل في اللا شيء فيما لا ينفع العباد والبلاد، وإني قد ذكَّرْتُكُم بسوء المسلك الذي تسلكونه دائماً على وسائل التواصل الاجتماعي إن كنتم تسمعون النصيحة، والتذكير فيما تقومون به مِصداقاً لقول الحق عز وجل: ﴿ فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ﴾ (سورة الأعلى 9).

رفيق انفو
رفيق إنفو هو موقع إخباري مستقل مرخص من قبل السلطة العليا للإعلام السمعي البصري في تشاد (HAMA)، باعتباره صحيفة إلكترونية مسجلة تحت الرقم 0324
error: نسخ المحتوى ممنوع