انجمينا – رفيق انفو
قال محمد نور عبيدو الرئيس السابق للجنة حقوق الإنسان التشادية إن الحكومة التشادية أضاعت فرصة فريدة لتعزيز مكانتها الدولية من خلال لعب دور الوسيط في الصراع الداخلي في السودان.
وأشار إلى أن تشاد، وهي دولة تعاني من الصراعات السياسية، كان بإمكانها الاستفادة من خبرتها الطويلة في إدارة الصراعات لتصبح لاعباً رئيسياً في حل الأزمة السودانية. وأكد أن الشعب التشادي الذي عانى لعقود من ويلات الحرب أصبح أكثر وعيا بأهمية السلام والاستقرار، وكان بإمكان قادته الاستفادة من هذه التجربة لإنشاء مركز دبلوماسي للوساطة وصنع السلام. لكن بعد فشل محاولة الوساطة الأولى في أنجمينا ، اتخذت الحكومة التشادية موقفا متحيزا في هذا الصراع، مما أثار تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا القرار. وبدلاً من الحفاظ على الحياد اللازم لتعزيز مصداقية وساطتها، اختارت تشاد الانخراط في الصراع، فخسرت بذلك فرصة الظهور كقوة دبلوماسية محايدة.
علاقة تشاد والسودان:
وعن العلاقات التاريخية بين البلدين أوضح عبيدو أن هذه العلاقات ليست مجرد حدود جغرافية بل هي روابط تاريخية وثقافية متشابكة حيث تتداخل المجموعات العرقية في شرق تشاد وغرب السودان مما يجعل من الصعب الفصل بين الشعبين. وكان من المفترض أن يعزز هذا الارتباط دور تشاد كوسيط طبيعي في الأزمة السودانية، إلا أن المواقف السياسية المتخذة أضعفت هذا الدور.
تداعيات السياسة التشادية:
ويرى عبيدو أن التدخلات الأجنبية المتضاربة تزيد من تعقيد الأزمة السودانية، لكن تشاد كان بإمكانها أن تلعب دورا فعالا في الحد من هذه التدخلات من خلال تبني موقف محايد ووسيط. لكن نهج الحكومة أضر بفرصها في اكتساب المصداقية الدبلوماسية.
إضافة إلى ذلك، فإن تأجيج الصراع مع السودان لن يكون في مصلحة تشاد بأي شكل من الأشكال، إذ أن أي مواجهة عسكرية بين البلدين لن تؤدي إلا إلى المزيد من الدمار وعدم الاستقرار. كما أن محاولة استغلال النزاع السوداني لتحفيز النزعة الوطنية لدى الشعب التشادي قد تأتي بنتائج عكسية، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتدهورة، والتي تتسم بتفشي الفقر، وغياب العدالة، والمحسوبية المستمرة.
ويعتقد عبيدو فشل تشاد في اتخاذ موقف محايد في الأزمة السودانية يمثل فرصة ضائعة لتعزيز مكانتها الدولية كوسيط دبلوماسي موثوق. وبدلاً من استخدام خبرتها في إدارة الصراعات لتعزيز السلام، اختارت الحكومة تبني مواقف مثيرة للجدل.
