أنجمينا – رفيق إنفو
سلم الجيش الفرنسي، الخميس 30 يناير، آخر قاعدة عسكرية له في تشاد إلى الجيش الوطني التشادي.
ولدى مخاطبته حفل تسليم قاعدة أجي كوسي الجوية المركزية في العاصمة أنجمينا اليوم الجمعة 31 يناير 2025. أكد رئيس الجمهورية المشير محمد إدريس ديبي أن قرار إنهاء العلاقة العسكرية مع فرنسا هو الأول من نوعه منذ فترة ما بعد الاستعمار. ووصف ديبي هذا القرار بأنه “سيادي بامتياز”، وذلك بعد سلسلة من الإجراءات الرسمية التي بدأت بإلغاء الاتفاق العسكري مع فرنسا في نوفمبر 2024.
وأشار ديبي إلى أن تاريخ 31 يناير 2025 يمثل نقطة تحول في تاريخ البلاد، موضحًا أن مغادرة آخر طائرة عسكرية فرنسية من القاعدة المركزية في أنجمينا تمثل نهاية فعلية لهذا الوجود الطويل.
كما أشار رئيس الجمهورية إلى أن تشاد قد استخلصت الدروس اللازمة من نمط التعاون العسكري السابق مع فرنسا، مشددًا على أن إنهاء الاتفاق لا يعني قطع العلاقات الثنائية مع باريس، بل هو دعوة لإعادة تقييمها.
وأشاد الرئيس بجهود اللجنة المسؤولة عن متابعة تنفيذ قرار إنهاء الاتفاق العسكري مع فرنسا، مثنيًا على إنجازاتهم في إتمام المهمة بنجاح. كما أعرب عن تقديره لتعاون الجانب الفرنسي في تنفيذ القرار بسلاسة واحترام كامل للجدول الزمني المتفق عليه.
وأكد ديبي التزام تشاد بإقامة علاقات دولية قائمة على الشفافية والتعاون الفعّال والمصالح المشتركة، موضحًا أن بلاده ستظل منفتحة على الحوار مع جميع شركائها الدوليين، بما في ذلك فرنسا، وفقًا لمبادئ تحترم سيادة الدول وتحقق مصالح جميع الأطراف.
وفي إطار تعزيز الأمن الوطني، شدد رئيس الجمهورية على أهمية بناء جيش وطني قوي ومجهز لمواجهة التحديات الأمنية المستمرة بكفاءة واستقلالية. ودعا إلى تشكيل تحالفات جديدة قائمة على الاحترام المتبادل، مع الحفاظ على متطلبات الاستقلال والسيادة الوطنية.
من جانبه، قال وزير الخارجية ورئيس اللجنة المكلفة بمتابعة انسحاب القوات الفرنسية من تشاد، عبد الرحمن غلام الله، إن التعاون الدولي لا يتعارض مع سيادة البلدان، بشرط أن يتم في إطار الاحترام المتبادل وتوازن المصالح. وفي حديثه عن مرحلة ما بعد الانسحاب، أكد غلام الله أن الشعب التشادي أصبح اليوم أكثر وعيًا بمسؤولياته وأكثر عزمًا على بناء مستقبل مشرق ومستدام.
وأضاف غلام الله أن القيادة التشادية، بفضل شجاعتها ورؤيتها السديدة، تمكنت من تمكين الشعب التشادي من الوقوف شامخًا في وجه التحديات، مما يفتح الطريق أمام الأجيال القادمة لتحقيق تطلعاتها.